بلا مبالاة…سأكتب

أعود مجددا للكتابة بعد سنة وأكثر من الانقطاع، ولا أستطيع الادعاء بأنني توقفت كليا عن الكتابة، ولكنني بشكل أدق توقفت عن النشر، ما السبب؟ فكرت كثيرا في أجوبتي التي لم أقتنع بها وكانت فقط أجوبة لأرد بها السائلين، وفي الحقيقة أنني أدين لك يا عزيزي القارئ بتفسير:

 وهو أني بدأت قبل فترة الانقطاع بمدة أحمل همّ أمور لا تستحق الاهتمام وليس لها أي أهمية مطلقا، كانت تراودني أسئلة كثيرة شكّلت فيما بعد حواجز من النفور والتردد والحذر في نشر ما أكتب وفي قضاء المزيد من الوقت في الكتابة، أسئلة مثل:

(هل الكتابة هي ما أريد؟ هل لنشر أفكاري أي أهمية على الإطلاق؟ أشعر بأني أصبح شفافا أكثر من خلال نشر أفكاري، علي أن أكون غامضا أكثر، هل علي أن أنشر بهوية مجهولة لتحقيق ذلك؟ أرى كما هائلا من المحتوى في كل مكان، ولا أراني بينهم، ولا أرى ما يمكنني إضافته لهم…)

ولك أن تتخيل عزيزي القارئ المزيد والمزيد من هذه التساؤلات التي تكبلني شيئا فشيئا، ولا نهاية لكل هذا، والنتيجة أن وقعت أسيرا للشك، ولن أكذب عليك فقد استهوتني هذه الأفكار فعلا، لدرجة أنني أطرحها من غير البحث عن إجابة لها، أو السماح لأحد بمحاولة ذلك.

أعود وقد ضجرت من كل تلك الأفكار، وبعد أن منحتها فرصة للبوح عن مكنوناتها، لم تصل بي لأي مكان، وحرمتني من حق التعبير ومتعته، ومشاركة الأفكار مع الغير…

في هذه الكلمات أنا لا أحاول أن أسدي لك فائدة ما، أو عبرة ما، فلا توجد حبكة في هذه القصة، ولا توجد نقطة فارقة لتشق مجرى الأحداث، فبكل هدوء…قررت أنني سأعود، تاركا خلفي رفقتي السيئة من الأفكار، وبلا مبالاة سأكتب، وسأستمر بالكتابة إذا شاء المولى.

أعتذر لكم، ولنفسي.

رأي واحد حول “بلا مبالاة…سأكتب

اضافة لك

  1. ان كنت سأعقب على حديثك، فالعبرة ليست فيما تكتب بل بمن سيقرأ.
    لطالما راودتنا شكوك اتجاه ما تصنعه يدانا، ان كان جيد الصنع ام رديئاً؟ ان كان يواكب الركب السائر ام يتخلف عنه؟ و هكذا. و من خسر ليس هم بل نحن، لأننا حرمنا انفسنا من المحاولة و من تغيير الطريق و من اصلاح الخطأ و من التعبير بلا حدود كذلك.
    لكنك لستَ وحدك من يرى الامر على هذه الشاكلة، ما زلت ارى نتاج كتاباتي معطوب و غير صالح للقراءة، و كثير ما اتخلف عن الكتابة كما اعتدت. لكن الاخرين يرون الجانب الاخر من التل، الجانب الجميل دائماً، و انت وحدك مشغول بإصلاح الخراب في الجهة الاخرى بدلاً من تأمل الجمال معهم في تلك الناحية. لذا نصيحتي ان تصلح الخراب يوماً و تتأمل الجمال معهم اياماً. وستعود المياه تجري في مجاريها من دون ان تشعر بذلك.

    تحاياي
    و مرحبا بعودتك
    و اعتذارك مقبول، لقد غبت عنا طويلا حقاً

    إعجاب

أضف تعليق

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑